نتابع جميعا التدهور المستمر في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات، وتأتي معلومة مثل أن الدولار الأمريكي خسر قرابة 35% من قيمته مقابل اليورو منذ عام 2002 (المصدر جريدة الإيكونومست + فايننشل تايمز) لتمثل حقيقة بسيطة مفادها أن جميع الدول التي تربط عملتها بالدولار قد خسرت ربما أكثر من هذه القيمة، فإن كان الاقتصاد الأمريكي أقوى اقتصاد في العالم، لديه من المرونة ما يمكنه من التعافي من كبوة مثل هذه، فإننا في بلادنا العربية لا نملك هذه المرونة.
بعدما تحدثنا باستفاضة عن كتاب روبرت كايوساكي، وتوصلنا لقناعة مفادها ضرورة أن نفكر جميعا في الاستثمار، كان التساؤل من الجميع، في أي مجال أبدأ؟. بالطبع، كان المطلوب إجابة يستطيع الجميع تطبيقها، وأن تكون فكرة لا تحتاج إلى رأسمال كبير، ذلك أن هذا المال لا يتوفر لدى الكثير منا.
لا تجد بيننا من فاته أخبار المعركة الدائرة بين اقتصاد الدولار واقتصاد اليورو، وتصريحات المسئولين العرب عن استمرار بقاء ارتباط سعر صرف العملات العربية مع الدولار (عدا الكويت). اختصار الموقف هو أن الأمريكيون يرغبون في تخفيض سعر عملتهم لإنعاش اقتصادهم، ولذا أعطوا الضوء الأخضر لخفض سعر الصرف عالميا.
فكرت في اقتراح الاستثمار في الذهب وجنيهاته الذهبية، لكن الذهب ذهب إلى أقصى ارتفاعات أسعاره. ثم كان أن شرح لنا روبرت في كتابه كيف استفاد من ولـولة صديقه من اقتراب ارتفاع أسعار البترول، حيث استفاد روبرت من هذه المعلومة عبر استثماره في أسهم شركة بترول واعدة. لذا توجهت بفكري إلى المضاربة في العملات.
إن الموقف الآن كالتالي: إن لم نفعل شيئا، فما نملكه من نقود إلى تدهور في قيمتها العالمية، والخبز الذي كنا نشريه بدرهم أصبح يكلف درهمين، وفي الغد سيصبح سعره ثلاثة. ما أعرضه عليك فيما يلي من أفكار - ربما - وفر لك نسبة زيادة سنوية قدرها 5%. نعم، البنوك توفر ذات النسبة، لكن إذا أردت البعد عن الخلاف الفقهي، وإذا أردت تنمية حس الاستثمار لديك، فلما لا تجرب.
نقرأ جميعا عن تحسن اقتصاديات عدة دول، فهل حاولنا الاستفادة من هذا الأمر؟ على سبيل المثال، يبشر البعض بأن ارتفاع سعر البترول زاد من قوة الروبل الروسي، الذي بدأت قيمته تزداد تدريجيا، خاصة مع بروز الرجل القوي – بوتين. كذلك الاقتصاد الصيني، ورغم أن الصين لا تسمح لليوان بالزيادة، لكن سعره إلى ارتفاع، وإن كان يخضع لتدخل الحكومة الصينية.
لكن كذلك الاقتصاد الهندي يمضي بوتيرة بطيئة – ثابتة – إيجابية. الروبية الهندية زادت قيمتها (المتدنية بشدة) قرابة 12% مقابل الدولار منذ مطلع العام الحالي (شرح حساب هذا الرقم في المقالة المقبلة). تبدو لي – أنا الفرد الضعيف – الروبية الهندية ذات مستقبل مُبشر وواعد. ميزة الزيادة البطيئة – في الأوضاع العادية – أنها أكثر مقاومة للهبوط المفاجئ، وإن كان الأمر لا يخلو من مخاطرة.
أعرض عليكم في المقالة المقبلة، نتيجة أبحاثي المتواضعة، عن سعر صرف العملة الهندية مقابل الدولار ومقابل اليورو منذ مطلع العام الحالي.
لماذا اخترت الروبية الهندية؟ لأن الروبية الواحدة تعادل 2 سنت أمريكي، أو 12 قرشا مصريا. هذا معناه أن الجميع يمكنه شراء بعض الروبيات، وفائدة هذا الأمر هو تنمية الحس الاستثماري لدى كل واحد منا.
لا تفهم كلامي أن الأرباح مضمونة 100% فحتما ستخسر، ثق من هذه النقطة تماما، لكن المنطلق الفكري الذي أدخل منه هو أن وقوفنا بلا حركة لا يجنبنا الخسارة، فقيمة عملاتنا إلى انخفاض مع الدولار.
للاستفار يرجى الاتصال:
0505756800
0568919429
www.afkarbiz.com