ختارت صحيفة "التايم" الأمريكية الدكتور المصري أحمد حرارة (31 عاما) طبيب الأسنان شخصية عام 2011 ضمن اختياراتها المتعددة لأبرز المتظاهرين حول العالم، بعد أن فقد عينه اليسرى جراء رصاصة مطاطية في 19 نوفمبر الماضي أثناء المواجهات العنيفة بشارع محمد محمود، ومن قبلها فقد عينه اليمنى يوم جمعة الغضب 28 يناير.
وقد تحدث حرارة للـ"تايم" حول تضحياته من أجل ثورة 25 يناير وحول ما ينوي عمله في إصاباته، وأكد أنه سيسافر إلى ألمانيا وسويسرا لعمل عمليات في عينيه، قائلاً: "كل شيء في يد الله، يقولون إني خضعت لعملية زرع بعد الثورة، لما لا، سأحاول إن شاء الله، لكن ما قيل لي هو أنه سيتم زرع رقائق تجعل رؤيتي سوداء وبيضاء، ولكن أنا ممتن مهما حدث سواء أستطعت أن أرى أم لا".
وأضاف حرارة للتايم: "الأطباء منعوني تماما من الذهاب إلى ميدان التحرير لأن الغاز المسيل للدموع الجديد يسبب التهابا بالعصب البصري، بسبب ذلك لا أستطيع الذهاب إلى هناك، فهناك اثنان من أصدقائي أصيبا بالتهاب العصب البصري وعدم وضوح الرؤية لبعض الوقت، أعتقد أنه مصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع حرارة: "وإذا شاء الله أن أرى مرة ثانية فسوف أعود لعملي، وإذا لم يشاء فسوف أتعلم طريقة برايل وأبحث عن أي وظيفة مناسبة، فأنا لا استطيع البقاء في المنزل دون عمل، كنت ذاهباً للعمل في البنك الأهلي بعين واحدة فذلك مقبول لكن الآن وبعد أن فقدت عيني الأخرى يجب عليّ البقاء في المنزل، وألا أتحرك في انتظار شخص يطعمني ويعطيني المال دون قيامي بأي شيء، وأنا لا أستطيع فعل ذلك".
وعما جعله ينضم إلى ثورة 25 يناير قال حرارة: " قبل الثورة كنت فقط أتكلم عن السياسة مع أصدقائي، كنا نقول ونحن جالسين على المقاهي إن الوضع الحالي غير مقبول، فالفقراء يزدادون فقراً والاغنياء يزدادون غنى، لكني لم أشارك في أي احتجاجات أو أفعل شيئا حيال ذلك".
وأضاف حرارة للـ"تايم": "يوم 25 يناير، لم أكن أنوي الانضمام للاحتجاجات لأنهم كانوا ينادون أساسا بالإطاحة بحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وإنهاء حالة الطوارئ، وكذلك رفع الحد الأدنى للأجور، وأنا لا أرى أن تغيير وزير واحد سيحدث فرقا في النظام نفسه، ولكن عندما رأيت في الفيس بوك عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام)، ذهبت الى هناك يوم 26 و 27 يناير، ويوم 28 شعرت أن مصر كلها خرجت إلى الشوارع، وقد أصبت يوم 28 يناير بشظايا طلقات نارية، فكانت هناك 64 إصابة في وجهي، وستة في عنقي وأربعة في رئتي وهو الأمر الذي تسبب في نزيف داخلي، واضطرني إلى البقاء في المنزل للعلاج".
وتابع حرارة: "انضممت إلى الاحتجاجات لإسقاط مبارك وتطهير الشرطة ووسائل الاعلام الرسمية والقضاء، لقد بدأت التحدث مع الساسة لاكتساب الخبرة، فقبل ذلك لم أكن مهتما بالسياسة وكنت أتحدث عنها داخل دائرة أصدقائي فقط".